تكتسي القمة الروسية الافريقية الثانية المنعقدة حاليا في مدينة بطرسبيرج الروسية العريقة اهمية قصوى لدى الشعوب الإفريقية نظرا لجدول اعمال هذه القمة وبرنامجها الطموح والذي تميز بالتنوع والشمولية وشخص بشكل دقيق تحديات القارة وحاجياتها الجوهرية..
اهم ما يميز هذه القمة هو رغبة الرئيس الروسي افلادمير بوتين في وضع اللبنات القوية لشراكة روسية إفريقية قائمة على الندية والسيادة وتبادل المنفعة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية أو فرض إملاءات عليها..
ما يميز هذه القمة ايضا عن بقية القمم التي استدرج لها الغرب الأمريكي بعض الأفارقة هو أن الرئيس الروسي مصمم على أن يضع الافارقة على سكة التقدم التكنولوجي ومسايرة الذكاء الاصطناعي ومواجهة التحدي المتعلق بالأمن الغذائي في القارة من خلال توفير القمح الروسي بالمجان للدول الفقيرة اوبيعه بأسعار مخفضة للدول الإفريقية الأخرى اضافة الى نقل تقنيات الزراعة والري والسماد والتكنولوجيا إلى الدول الإفريقية حتى تتحول القارة من مكان يحتاج إلى الدعم إلى قارة مصدرة للغذاء لا سيما وأن أفريقيا تتوفر على الأراضي الخصبة والمياه التي تؤهلها لتحقيق الفارق..
ان مشاركة هذا الكم من الدول الإفريقية في قمة روسيا أفريقيا دليل على إفلاس القيادة الأمريكية للعالم وعجزها عن منع هذا الكم من حضور هذه القمة لاسيما وأنها مارست أقصى الضغوط لمنع وصول الأفارقة إلى روسيا..
كما يشكل كم الحضور ونوعيته من خبراء،وفنيين وأطر في شتى المجالات اكبر دليل على أن دول القارة تسعى للاستفادة من القدرات الروسية الهائلة في مختلف المجالات ..ولروسيا وريثة الاتحاد السوفيتي رصيد تاريخي حافل في دعم حركات التحرر والانحياز للشعوب النامية بما وفره من دعم تعليمي وصحي وتقني لهذه الشعوب في بواكير استقلالها وهو الإرث الذي لازال محل ترحيب من قبل الأجيال الإفريقية التي احتوت بنار الاستعمار القديم والجديد..
هذا وقد شكلت زيارة وزير الخارجية الروسي لافروف إلى موريتانيا قبل اشهر فرصة للدفع بوتيرة التعاون بين نواكشوط وموسكو لاسيما في شتى المجالات ذات الأولية كالزراعة والتعليم والتكوين والصيد والتعدين ولعل حجم ونوعية الوفد الموريتاني للمشاركة في القمة يعكس حجم تطلعات القيادة الموريتانية من هذه القمة..
اتمنى من الله ان يتم تنفيذ تلك الاتفاقيات سريعا لضمان التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والامن الغذائي والبنية التحتية...
محفوظ الجيلاني صحفي

