هذا هو أخطر قائد في عالم اليوم على مستوى الدول على الأقل ، انه شي جي بينغ الذي لا يجد حرجا في ترديد اقوال ماركس وماوتسي تونغ ، حتى في لباسه يعود الى تقليد الثورة الصينية ، لا يتكلم كثيرا ولكنه يفعل كثيرا ... ووفق استراتيجية متطابقة مع منعطفات التاريخ ... قبل أشهر كان في موسكو وعند مغادرتها وهو على سلم الطائرة خاطب بوتين بالقول : "إن تغييرا لم يحدث منذ 100 عام يجري حاليا، ونقود معا هذا التغيير" فشد بوتين على يده وقال: "أنا أوافق" وعندها ودعه شي جين بينغ بعبارة: "اعتن بنفسك يا صديقي العزيز" فهز بوتين رأسه وتمنى له سفرا سعيدا.
يبدو ان ما يحدث في العالم الآن هو نتاج تلك الكلمات واول السيل في ريف العالم = افريقيا لمحاصرة الامبراطورية الامريكية . ولن يتاخر الريف العربي كثيرا وقد تكون البداية في الحسكة ودير الزور والرقة ، تلك البقاع العربية السورية التي يتمركز فيها اليانكي.
من المؤكد ان شي جي بينغ ليس ماوتسي تونغ ولا بوتين ستالين ولا حتى بطرس الأكبر فالتاريح لا يكرر القادة ولكنه يجعل لكل مرحلة قادتها .دون نسيان ارادتهم .
شي جي بينغ وتوتين من نفس الجيل ونفس العمر تقريبا ، عاشا لبعض الوقت في كنف ثورتين عظيمتين غيرتا وجه العالم ومن المؤكد ان دروسهما رغم الندوب والجراح قابعة في عقليهما . وهذا المشترك الكبير بينهما قد يجعلهما يمضيان في معركة تغيير عالم اليوم الى نهايتها مقابل اوربا العجوز وامريكا وهي في طور انحطاطها .
■الدكتور فريد العربي..فيلسوف و اكاديمي تونسي
