مطار دجمنادو هادئ في هذا الصباح. لكأنما انشقت عنه فجأة سهول السفانا المحاذية للساحل الأطلسي وخرج من تخوم الأرض المعشوشبة كالمارد الأسود. هبطت بنا الطائرة على المدرج الرئيسي وانسابت برفق في طريقها نحو الجناح الرئاسي.
كان الوقت باردا في صباح يوم رمضاني جميل. من بعيد، كانت تترائ لنا أشجار الباوباب (التيدوم) العملاقة على جنبات المدرج، تتراقص وتتمايل بأغصانها الفارعة، وهي جذلى. وكأنها ترحب بالذين هبطوا للتو من السماء، لمشاركة أشقائهم فرحة الاحتفاء بعرس بهيج يمجد الديمقراطية والتناوب السلمي في السنغال..
هنا في المركز الدولي للمعارض والمؤتمرات، تعمد اليوم ذلك الفتى الرزين، القادم لتوه إلى القصر الرئاسي على صهوة الشارع وعلى وقع هتافات مدوية كانت تتردد في أرجاء قاعة فسيحة تغص بالمدعووين.. هنا أدى الشاب القادم من أعماق أعماق السنغال، اليمين الدستورية، واكتسى الوشاح الأخضر والقلادة، وأخذ صولجان الرئاسة قبل أن يخاطب السنغاليين وضيوفهم كخامس رئيس لهذا البلد الأفريقي المبهر.. وإلى هنا أيضا جاء فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يشد على يد شقيقه فخامة الرئيس بصيرو دجوماي فاي، مجددا له التهنئة ومتمنيا له التوفيق في مهامه، في مشهد ودي وأخوي رائع برسم إعادة هندسة للجوار تصون و تتعزز وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
* مدير المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية
