تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

d

العام الجديد يضع العالم أمام الحقيقة المطلقة.. خيام الفلسطينيين العائمة فوق المطر مشهد مخز وكاشف عن عمق الانحطاط الأخلاقي.. شعور رهيب بالخطيئة والكل مدان

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم” المتحضر” بقدوم العام الجديد (2025)، يواصل الفلسطينيون معاناتهم وعذاباتهم الممتدة منذ خمسة عشر شهرا على يد جيش القتل الصهيوني الذي يمارس الإبادة والتطهير العرقي على مسمع ومرأى من العالم، وهو الأمر الذي ضرب كل الثوابت الأخلاقية في مقتل.
مقدم العام الجديد نكأ الجراحات، ووضع الجميع أمام الحقيقة المطلقة.
الكاتب الصحفي الأديب أسامة الألفي يقول: “بينما يحتفل العالم برأس السنة الميلادية، ويستعد أطفال الغرب لهدايا بابا نويل، فإن أطفال غزة يحتفلون بالمناسبة وهم جوعى في خيام مهترئة لا تمنع بردا ولا مطرا، وتأتيهم هدايا بابا نويل الصهيوني في صورة قنابل ورصاص”.
ويضيف أن من لم يمت بالرصاص فالصقيع يتكفل بموته وخلاصه، ولسان حاله يقول: كيف ستلاقون خالق الكون وأنتم صامتون عما يجرى بغزة؟!
د.مجدي الجزيري أستاذ الفلسفة بجامعة طنطا يدعو باللعنة على كل من دعم وساند وأيد وشجع وغض الطرف عن الجرائم الصهيونية، بل كل من التزم الصمت وسد الأذن وأغمض العين وشل العقل ومضت حياته في هدوء وبرود وتبلد لا مجال فيها للشعور والتعاطف الإنساني ،متابعا أمينا وراصدا دقيقا مخلصا لعدد القتلى والجرحى في فلسطين مكتفيا بالدهشة ومص شفتيه لايحرك ساكنا من منطلق أن الكارثة بعيدة عنه وليس له علاقة بها.
ويضيف” الجزيري” أن المحنة محنتنا والصدمة صدمتنا والحزن حزننا ، ولم يعد هناك مايدفعنا للضحك أو الابتسامة لكن هناك الكثير مما يدفعنا للبكاء.
واختتم مؤكدا أن كل قتل وتخريب وتدمير في فلسطين يمتد الي صميم مشاعرنا ويقتحم قلوبنا، لافتا إلى أن المجازر البربرية لاتتوقف في فلسطين وغزة كلها اكتست باللون الأحمر و كل شيء فيها احمر بفضل المجازر التي ترتكب من العصابة الإسرائيلية الوحشية، والمجتمع الدولي في سبات عميق وصمت رهيب.
وأردف قائلا: “لكن دوام الحال من المحال”.
من جهته وصف السياسي سيد  مأساة الفلسطينيين بأنها مأساة تخجل منها الانسانية وتجعلنا نفرق بين الشعور بالذنب والشعور بالخطيئة، مشيرا إلى أن الشعور بالذنب هو نوع من الحزن الصغير علي ” فَعْلة” ما ونحن نرتكب ذلك ليلا ونهارا، أما الشعور بالخطيئة فهو الذنب في مواجهة العدوان علي القيم الانسانية والأخلاقية.
وقال” مشرف: إننا انتقلنا اليوم من عصر الذنوب والخطايا الي عصر الكوارث التي وقعت علي رؤوس الفلسطينيين والتي أثبتت أن الانسان مذنب مجرم سفاح بلا قيم اخلاقية، لافتا إلى أن لا أحد بريء من دم الفلسطينيين في هذا الزمان الكئيب، سواء كانوا عربا أم عجما فرسا أم تركا أم أوروبيين او امريكان، فالكل مجرم قاتل سفاح.
في ذات السياق يقول أنور الهواري رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي المصري اليوم والوفد إن خيام الفلسطينيين العائمة فوق المطر منظر مُخجِل وكاشف عن عمق الانحطاط الأخلاقي للحضارة الإنسانية.

راي اليوم

09:27 - 2025/01/01
09:27 - 2025/01/01

تابعونا

fytw