
من يغذي التوترات العرقية والاثنية في مالي ودول الساحل الافريقي اليوم ؟ ولحساب اي جهة يجري السعي لاعادة هذه القارة الى حظيرة السيطرة والخضوع من جديد..
من يمول هذه الجماعات المسلحة التي ترفع شعارات دينية في العلن لكنها في الحقيقة تتحرك بايدلوجية اثنية وعرقية تدغدغ بها مشاعر الناس وتوقظ فيهم نوازع التفاوت والظلم. التهميش..
لاشك ان للغرب الاطلسي يد في تغذية هذه الصراعات والتي تخدم اجندة الاوربيين الهادفة الى اغراق المنطقة بحروب عبثية بين شعوبها..
هناك تهم لتركيا التي تدعي في الظاهر دعم ومساندة النظام في باماكو بان تكون لها يد في دعم كتيبة ماسينا والجماعات المرتبطة بالقاعدة كنوع من التحرك المزدوج الهادف الى امساك العصا من الوسط وعدم وضع البيض التركي في سلة واحدة..وما يعزز هذه الفرضية التي تتحدث عنها اوساط من النخبة المالية والافريقية ان العلاقات التي نسجتها المؤسسات الدينية التركية السنوات الماضية مع ائمة وشيوخ من قبيلة الفلان استفادوا من دورات تدريبية لفترات في مدن تركية ومكنتهم من التبعية لتعليمات الاتراك .
وتشبه الاستراتيجية التركية بحسبهم مجموعة الفلان ب "اكراد افريقيا الغربية" حيث ترى ان انتشارهم في هذه الدول الافريقية يمنح لها فرصة التحالف معهم والاستفادة من وجودهم في هذه الدولة او تلك..
ولاتجد هذه الخطوة اي عائق يمكن ان يحبط هذا المخطط سوى النفوذ القوي للطرق الصوفية والاسلام المعتدل وخاصة الطريق التجانية الحموية والعمرية نسبة لاتباع ومريدي المجاهد الحاج عمر تال ذات النفوذ القوي في المنطقة لذا جاءت تصفية الخليفة تيرنو هادي تال وكذلك الهجوم المباغت على مدينة انيور المعقل الرئيس للتجانية الحموية كمحاولة لخلق الظروف لتمدد هذه الحركات وتحطيم كل الحواجز والمقدسات امام هذا التمدد الرهيب لهذه الجماعات التكفيرية..
ان ما يحدث لا علاقة له بالدين وليس له بعد اصلاحي ثقافي وانما جزء من الاسلحة الغربية الفتاكة لتطويع هذه القارة واعادتها للسيطرة والتحكم من جديد..تحلم دول الاتحاد الاوربي وحلف شمال الاطلسي الذي تعتبر تركيا عضو فيه الى بسط السيطرة على ثروات دول الساحل الغنية بالذهب والمعادن والمياه الجوفية الحلوة واعادة احتلالها مرة اخرى عبر اساليب اخرى.
محفوظ الجيلاني