يقول الرحالة والمغامر الانجليزي مانكو بارك الذي ألقت به يد الأقدار في حلة أولاد امبارك يوم 12 مارس 1796 ، يقول متحدثا عن الجانب العسكري لأولاد امبارك :
" صحيح أن البيظان فرسان مهرة، إذ ألِفوا صهوات الخيل.
ومما يتميز به البيظاني ويظهر مهارته الفائقة وافتخاره أن يمتطي الفرس ويُجريها في مضمار الحلبة، ويثني عنانها أثناء العدو فتقف أو يرخي العنان فيتمادى الفرس في العدو.
ولـ إعلِ بن اعمر بن هنون فرس أبيض قد صبغ ذيله الطويل بالحناء.
والفرس غالي الثمن، فهو السريع العدو، المسهل للهجمات المفاجئة.
وغذاء الفرس عندهم يكون من اللبن أساسا وبكمية كبيرة.
من الصعب عليّ أن أعطي رقما إجماليا للبيظان الموجودين في مملكة اعلِ.
على أن قوة هذه الامارة تكمن أساسا في فرسانها، وخيل أولاد امبارك مذللة نشطة، تهجم بسرعة خاطفة، وعلى حين غفلة.
ولكل رجل من اولاد امبارك فرسه وسلاحه، وهذا السلاح قد يكون سيفا طويلا، أو مدفعا ذا طلقتين، وكنانة جلدية حمراء لتخزين الرصاص، ووعاء مملوءا من مسحوق الرصاص، والكل معلق تحت إبط الفارس.
و ليس للفارس من أولاد امبارك راتب ولا جائزة تمنح له، وإنما نفله من المعركة وسبيه هو ما يتحصل عليه.
لم يكن أولاد امبارك كثيري العدد، إلا أن اعلِ عندما أعد العدة لقتال بمباره، فقد علمتُ أن جيشه كان ألفي فارس، وقيل إن الألفين لا يشكلان إلا عددا محدودا من فرسان مملكته.
إن خيل البيظان خيل عراب في غاية الجمال، وكثيرا ما رغب ملوك الزنوج المجاورون وأمراؤهم في شرائها، ويدفعون أثمانا طائلة فيها.
الأمير إعلِ :
كان شيخا أبيض عليه سيمى العربي الأصيل، وكان كث اللحية، يملأ شعرها الأبيض وجهه، كما كان يمتطي دائما جواده الأبيض، حتى داخل الحلة، ولا يُرى سائرا على قدميه إلا نحو المسجد، ولم يكن يقضى الليل في خيمته كاحتياط أمني ".

