هل لاسرائيل يد في الاضطرابات الاخيرة في نيجيريا؟
سمير باكير - خرج عشرات النيجيريين في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على زيادة الأسعار الناجمة عن إلغاء الدعم والسعر الموحد للعملة، في 1 أغسطس 2024، وأفضت الاحتجاجات إلى أعمال عنف ومقتل وإصابة عدد كبير من المتظاهرين. وأعلن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو الذي تواجه بلاده احتجاجات على مستوى البلاد ردا على الوضع الاقتصادي المتدهور، في بيان بتاريخ 2024/4/8 أنه انصت الى أصوات المتظاهرين وأن حكومته ملتزمة بالاستماع إليهم والى همومهم ومعالجتها.
وأضاف أن قرار حكومته برفع دعم النفط كان ضروريا للتعويض عن عقود من سوء الإدارة الاقتصادية الذي لم يكن في مصلحة نيجيريا. وقد اتخذت حكومته خطوات مهمة في إعادة بلورة أسس الاقتصاد لقيادة النيجيريين إلى مستقبل مليء بالوفرة والرخاء.
السلطات قالت ان قرار إلغاء دعم الوقود وإلغاء العديد من أسعار صرف العملات الأجنبية جاء من أجل التنمية الوطنية.
وقال رئيس نيجيريا: إن الإنتاجية في القطاع غير النفطي تتزايد تدريجياً وتصل إلى مستويات جديدة وتستفيد من الفرص المتاحة في البيئة الاقتصادية الحالية، كما شرعت حكومته في مشاريع البنية التحتية الكبرى في جميع أنحاء البلاد.
حيث أعلن بولا أحمد تينوبو أنه أمر باستيراد المعدات الزراعية الآلية كجزء من جهود حكومته لتعزيز إنتاج الغذاء والحد من الصعوبات السائدة في البلاد.
في الحقيقة كانت جميع خطابات تينوبو تقريبا بعد الاحتجاجات الشعبية تدور حول الاقتصاد. والسؤال هو لماذا تستمر الاحتجاجات رغم التحسن التدريجي للوضع الاقتصادي في البلاد ورغم توفير برامج تحسين الوضع المعيشي للشعب؟
الإجابة على هذا السؤال تنبثق من قلب الاحتجاجات، حيث حذر الرئيس النيجيري في جزء آخر من خطابه، من ان الأشخاص الذين يحاولون تأجيج الشارع وتحريض الشعب على المشاركة في الاحتجاجات، سيطبق القانون عليهم، خصوصا أولئك الذين يهددون أي جزء من البلاد.
ورغم أن معظم الخبراء يرون أن إجراءات حكومة تينوبو بإلغاء دعم الوقود هي أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الوضع الاقتصادي في نيجيريا، إلا أن هناك معلومات تفيد بأن مجموعة من الشباب المتخرجين من بريطانيا هم مصدر التحريض على هذه الاحتجاجات، حيث تفيد المعلومات بأنهم تلقوا أمراً من أعضاء السفارة الإسرائيلية بضرورة استفزاز المواطنين وإشعال احتجاجات حاشدة.
كما ان أعضاء هذه المجموعة التحريضية نشطون للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي وطلبوا من معجبيهم تنظيم احتجاجات.
وفي هذا الصدد، أصدرت سفارات حلفاء إسرائيل، الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، تحذيراً أمنياً لمواطنيها في أبوجا.
ويعتقد أن التصريحات الرسمية للسلطات النيجيرية الداعمة لشعب غزة ومعارضة الإبادة الجماعية الإسرائيلية وقلق الغرب بشأن تقدم نيجيريا واستقلالها الاقتصادي هي التي تسببت في هذه المشكلة.
لا يخفى على احد ان دومينو الانقلابات في أفريقيا لغز، حيث ينبغي العثور على أحد الأدلة المعتادة في القواعد العسكرية الأمريكية والدليل الآخر في الإمارات، لكن يبدو أن قضية نيجيريا مرتبطة بأنشطة الموساد أكثر من أي شيء آخر.
اذ اعلن سفير إسرائيل لدى نيجيريا، مايكل فريمان، في حفل أقيم في أبوجا أن إسرائيل لديها برامج مثل منح الابتكار للباحثين لدعم رواد الأعمال وبرامج لتعزيز المؤسسات الشعبية في هذا البلد. وقد أعادت هذه التصريحات الأذهان الى خطط جورج سوروس للقيام بانقلابات ملونة.
في المحصلة، نستطيع ان نقول بأن نسخة عودة السلام إلى أبوجا ليست اقتصادية فحسب، إنما على هذه الدولة أن تراجع بشكل جدي علاقاتها السياسية والأمنية مع إسرائيل.

