يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب "مجازر" ضد المدنيين الفلسطينيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح مستمر لغالبية السكان.
ووثّقت وكالة "سبوتنيك"، شهادات جديدة لناجين من مجزرة مدرسة "التابعين" في حي "الدرج" في مدينة غزة، التي قصفها الجيش الإسرائيلي، في العاشر من الشهر الجاري، ما أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل، وإصابة العشرات، فضلا عن عشرات المفقودين.
وكان القصف الإسرائيلي قد استهدف على نحو مباشر نازحين أثناء أدائهم لصلاة الفجر في مصلى المدرسة، وكذلك الجزء العلوي من المصلى المخصص لإيواء النساء والأطفال، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي خلال هذا الاستهداف 3 قنابل أمريكية مجنحة ذات قدرة هائلة على التدمير والحرق وإذابة الأجساد، فقتل أكثر من 100 فلسطيني بينهم العديد من العائلات، بمن فيها من نساء وأطفال، إلى جانب شخصيات أكاديمية بارزة، مثل البروفيسور يوسف الكحلوت، أستاذ اللغة العربية في جامعات غزة.
الجثث تطايرت وهي تحترق
النازحة أم أحمد، ناجية من مجزرة مدرسة "التابعين"، تصف المشهد لحظة سقوط القنابل على المصلى، وتقول لوكالة "سبوتنيك": "كنا نصلي الفجر، وعندما سقطت القنابل لم أسمع صوت الانفجار، ومن ثم وقع علينا باب الإدارة، وكانت الجثث تتطاير وهي تحترق، ثم استطعت أن أخرج من تحت الباب، ورأيت نارا مشتعلة في المسجد، وهرعت لمحاولة إنقاذ زوجي، لكني لم أجده، وبقيت أنادي ولم يرد، كانت النار تشتعل في جسده، وقد تحول إلى أشلاء، وكذلك الحال بالنسبة لعدد كبير من المصلين، وذلك نظرًا للقوة التدميرية الهائلة لهذه القنابل، ثم وجدت بعض المصلين أحياء يصرخون من شدة النار المشتعلة فيهم، فقمت بسكب الماء عليهم، كان مشهدا لا أستطيع وصفه، ولن يمحى من ذاكرتي".
وتضيف أم أحمد: "هذا مركز إيواء، مدرسة مكتظة بالنازحين، أخرجنا الاحتلال من بيوتنا، ونزحنا إليها، ثم يتم قصفنا بقنابل، قال الدفاع المدني إن وزنها حوالي 2000 رطل، لقد نجوت عندما سقط الباب علي، لكن زوجي مات محترقا مقطعا، وعدد من أقربائي أيضا قتلوا بنفس الطريقة، ولغاية اليوم ما زلت أعاني من الصدمة".
لا أمل في الحياة
وأما الشاب إبراهيم المصري، فكان يقيم في المسجد منذ 9 أشهر، وفي لحظة سقوط القنابل، كان يتوضأ، ويصف ما شاهده ويقول لـ"سبوتنيك": "منذ 9 أشهر وأنا أنام في هذا المسجد، وقبل 10أيام من المجزرة، صرت أنام فوق السطح بسبب الحر، وعندما حدث الانفجار ركضت باتجاه المصلى حيث يوجد المصلين، وبينهم أقربائي، لكن المكان تحول إلى كتلة نار كبيرة وأشلاء متناثرة، لم نعرف أحد من الشهداء، فصرنا نضع كل 70 كيلو من الأشلاء داخل كيس"

