
بينما تواصل السعودية تعزيز مساعداتها الإنسانية إلى سوريا، متفوقة بذلك حتى على قطر (هبطت الطائرة الخامسة بالفعل في دمشق)، أرسلت الولايات المتحدة أيضًا طائرة، لكنها لم تهبط في دمشق وكان هدفها الإنساني مختلفًا، مع تعزيز وجودها في جنوب محافظة الحسكة.
كل هذا يحدث على خلفية قصف تركيا لسد تشرين، الذي لم تتمكن الفصائل السورية المتحالفة معها من السيطرة عليه من الأكراد عبر الهجوم الأولي. في الوقت نفسه، تتواصل المفاوضات بين جولاني والأكراد للانضمام إلى مشروع "سوريا الجديدة" وإعادة تبعية قوات سوريا الديمقراطية لحكومة هيئة تحرير الشام في دمشق، مما يثير استياءً واضحًا لدى تركيا.
سابقًا أشرت إلى أن تركيا، رغم محاولاتها الترويجية ضد "نظام الأسد المنهار" وبعض المكاسب مثل إعادة بيع البضائع إلى سوريا، قد تجد نفسها في موقف ضعيف. المشكلة الرئيسية لأنقرة - القضية الكردية - لا تزال دون حل. الأميركيون، رغم دعمهم لمبادرة هيئة تحرير الشام في دمشق، لا يبدون استعدادًا لنقل السيطرة على منطقة شرق الفرات لهم أو التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية.
مع هذه التطورات، وبالنظر إلى النهج الأميركي المعتاد، من المرجح أن يستمر الوضع في الجمود حتى تنصيب ترامب. بعد ذلك، قد يتم طرح "السيناريو العراقي"، الذي تم اختباره مسبقًا واعتُبر ناجحًا، ويتعلق هذا بمنح الأكراد (وربما العلويين) حكمًا ذاتيًا واسعًا، بغض النظر عن الصياغة الرسمية لذلك.
من الواضح أن جولاني لا يستطيع، أو لا يرغب، في ضمان الأمن للأكراد وحمايتهم من تركيا. وفي هذه الظروف، يعتبر تسليم السلاح أمرًا مبكرًا. ومع ذلك، قد يكون هناك بادرة رمزية، مثل رفع أعلام "الثورة السورية"، خاصة وأن قوات سوريا الديمقراطية لطالما دعمت وحدة الأراضي السورية. لكن يبقى السؤال الأساسي حول إعادة تبعية القوات العسكرية دون إجابة حتى الآن.
في النهاية، قد نشهد وضعًا يؤدي إلى فيدرالية فعلية في سوريا على غرار النموذج العراقي. هذا السيناريو سيكون مفيدًا لكل من الأميركيين، والآن لنا أيضًا."