تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

d

الطغمة الحاكمة في مالي..شباب اغمار لايفقهون في السياسة

من الواضح أن الطغمة الحاكمة في مالي مجرد شباب أغمار لا يفقهون شيئًا في السياسة، وتنقصهم التجربة والحنكة. فمنذ انقلابهم على نظام إبراهيم أبو بكر كيتا، أدخلوا هذه الدولة المترامية الأطراف في متاهات من الصراعات الداخلية والخارجية، وتملصوا من جميع المواثيق والارتباطات والاتفاقيات الدولية، اعتمادًا على علاقات محدودة نسجوها مع مرتزقة “فاغنر” التابعة للروس، ظنًّا منهم أن الصراعات المسلحة يمكن حسمها عسكريًا.

وقد عطّلوا المسلسل الانتخابي في البلاد بحجة أن الظروف الأمنية لا تسمح بتنظيم انتخابات رئاسية أو تشريعية أو بلدية. ومع مرور الوقت، أحكم هؤلاء قبضتهم على مفاصل الدولة، فصار كل واحد منهم رئيسًا يفعل ما يحلو له. وبدأ بعضهم يفقد الثقة بالبعض الآخر، حتى إن الرئيس كيتا اتخذ حرسًا خاصًا من مرتزقة تركيا، بينما يحرس وزير الدفاع ساديو كامارا مرتزقة “فاغنر” الروسية. وبدأ الخلاف بينهما يطفو على السطح ويظهر للعلن، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى انقلاب أحدهما على الآخر.

ولو أن هؤلاء الانقلابيين استمعوا إلى توجيهات الحكماء والعقلاء من أصحاب التجربة، لكانوا تغلبوا على أزماتهم. فمشكلة التنظيمات المسلحة لا تُحسم عسكريًا، بل لا تُحل إلا بالحوار والمفاوضات.

نسأل الله أن يكون في عون هذا الشعب الشقيق المجاور، الذي اختطفته شرذمة من العسكر لا همّ لهم سوى السلطة والمال.

حدو ولد الحسن

16:40 - 2025/04/28
16:39 - 2025/04/28

تابعونا

fytw