تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

d

كتب إسماعيل النجار : وداعا زياد الرحباني صوت المقاومة

زياد الرحباني...صوت الثورة والوجع اللبناني، الذي غاب جسده ولكن بقي صوته وأثره في وجدان الأمة.
رحل زياد، وسكتت خشبة المسرح عن عوده، وانطفأ ضوء البيانو الذي لطالما أضاء ليالينا، لكن الكلمة لم تمت، واللحن لا يُدفن، والصوت الذي هزّ وجداننا سيبقى يتردد ما دام فينا نبضٌ وحنين.
رحل زياد الرحباني، الفنان الذي لم يشبه أحداً، والذي لم يرضَ أن يكون ظلًا لأحد، حتى وإن كان ابن عاصي وفيروز. كان صوتًا خاصًا، شجاعًا، ثائرًا، ساخرًا، حنونًا بقدر ما كان غاضبًا. كان نغمة من لبنان الحقيقي، ذاك الذي نحلم به ولا نراه.
في غيابه، نحزن لا فقط على فنان، بل على مرحلة كاملة من الوعي والجنون، من العناد والفن النقي، من الحبّ الذي لا يعرف مجاملة، ومن لبنان الذي عبر عنه زياد بكل صدق، بكل وجعه، وكل سخريته الموجعة. ونقدِهِ اللاذع،
يا ابن السيدة، يا نجل العاصي، يا حفيد الحرف الجبلي الأصيل... نم قرير العين، فقد أديت الرسالة. زرعت فينا وعياً، وغنيت للناس البسطاء، للعمال، للمقهورين، للحالمين.
سلامٌ عليك من بيروت التي أحببتها رغم جراحها، وسلام على روحك في عليائها، وسلام إلى فيروز التي فقدت اليوم ابنًا وصديقًا ورفيقًا في الفنّ والدمع.
لن نبكيك فقط، بل سنردد كلماتك، نسمع ألحانك، ونتذكر أنك كنت هنا... وكان حضورك فرقاً في حياتنا.

وداعاً زياد.

23:59 - 2025/07/26
23:59 - 2025/07/26

تابعونا

fytw